المعقولية السياسية التاريخية لنظرية الامامة عند الشيعة الامامية

اشارة

المؤلف: محمود العكام

طبع في سنة: 1412 ه

من كتاب: الامام جعفر الصادق، دراسات و أبحاث

المعقولية السياسية التاريخية لنظرية الامامة عند الشيعة الامامية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب الأرباب و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد المؤيد بالكتاب. و آله الأطهار الأبرار أهل الصواب. و رضي الله عن السادة الأصحاب. و لئن سبقني الشعر فلا زلت متأثرا به و حسبي أن أقدم بين يدي كلماتي بيتين أتوسل من خلالهما بالنبي و آله: يا رب عبد قد أسي بفعاله و بذله قد مد كف سؤاله و أتي حبيبك طامعا بنواله عبد توسل بالنبي و آله فبحقهم يا رب لا تخزيه أيها الأخوة هيجني و هيج فكري ما قاله بالأمس سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين اذ تحدث عن موضوعين أساسيين، أحببت أن أغامر في الحديث عنهما، أما الموضوع الأول: فلقد أثار قضية المعرفة [ صفحه 192] و قال: هل المعرفة بذاتها تبرر ذاتها، و هل المعرفة فوق الخير و الشر أم أن للمعرفة معيارا أخلاقيا يحكمها، و أنا أقول: ان للمعرفة معيارا أخلاقيا يحكمها بلا شك، هذا المعيار الأخلاقي هو قيمة القيم هو بكل اختصار عبادة الله وحده لا شريك له و لذلك قال الله عزوجل: (انما يخشي الله من عباده العلماء). و يروي الطبراني حديثا عن النبي عليه الصلاة و السلام يقول فيه: [اذا أتي علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني الي الله فلا بورك لي في شمس ذلك اليوم]. و لأن كان مؤتمرنا هذا حركة معرفية فان المعيار الأخلاقي الذي يحكمه هو ما نأخذه من الآية التي سجلها منظمو هذا المؤتمر علي بطاقة الدعوة: (ان هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون). اذا فالحركة المعرفية التي تتجسد بهذا المؤتمر يحكمها